صدرت حديثا عن دار ألكا للنشر، رواية "المدعو إلى مساء السيدة" للكاتب العراقي علي بدر، وهي الرواية السادسة عشر له.
ومن جهتها؛ قال علي بدر لـ"الدستور" إن الرواية عبارة عن جملة طويلة واحدة، يرويها كاتب مليء بالأسرار يصل بالقطار إلى مقدونيا مساء قادما من كوسوفو، ليلتقي بصديقين اثنين الأول هاني كان صحفيا في نيقوسيا شهد مقتل الصحفي الفلسطيني حنا مقبل وجرح صديقته ريموندا فران، وفادي المقاتل اليساري الذي عمل مع الكثير من الحركات اليسارية المتطرفة من أمريكا اللاتينية حتى إيران، أيام صعود اليسار في السبعينيات والثمانينيات
وانتهى إلى مراسل لجهة سياسية في سكوبيا.
وتابع: الرواية هي تداعيات الراوي وسجل سفرياته وأحلامه من كوبا إلى روسيا إلى نيقوسيا الى تركيا وانتهاء ببوخارست، والدعوة هي دعوة السيدة التي ينتظرها بفارغ الصبر لكن حديثه ونقاشه أخذ طابعا ساما بسبب الاختلافات العقائدية بين الثلاثة الذين يمضون سهرتهم في بار أيرلندي، لذلك لم ينقطع عن سؤاله عن السيدة التي يروي جزءا من ذكرياته معها وحبهما لموسيقى الصالصا الكوبية والكتب التي تروي التاريخ الهامشي المغاير للتاريخ الرسمي، وهنالك شخصية جان بيير اليساري الأوربي الى تحول الى النيوليبرالية والكاره لروسيا، جنيفير فتاة البار الأميركية التي تعمل في سكوبيا والتي تضيق ذرعا بالبطل الغامض لإلحاحه في السؤال عن السيدة، الرواية هي تداخل الأصوات حتى يتعذر معرفة هوية المتكلمين داخل نسيج خطابي واحد ياخذه الرواي من البداية الى النهاية.
ومن أجواء الرواية نقرأ: اسمع قلت لهاني الذي عمل صحفياً في نيقوسيا مع حنّا مقبل قبل أن يغتاله الموساد وهو في طريقه إلى بلغراد وتجرح صديقته ريموندا فران، تطا تطا… أطلقت الرصاصات عليهما من كاتم صوت من سيارة تقف على مقربة من منزله. انقلب حنا على ظهره وفغر فمه كمن يريد أن يصل صوته الى السماء، انقلبت ريموندا على وجهها وهي تبكي، لقد عرفتْ أن حنا قد قتل. كنت في نيقوسيا أيضا بعد ذلك بسنوات، سافرتُ الى قبرص المليئة بالأسرار، المليئة برجال الظل، من المحرضين والإرهابيين والرعاة والوسطاء والمهربين وتجار الأسلحة والمنفذين ومجرمي الحرب الهاربين، كنتُ شهدتُ كلّ نتائج الحروب والعنف في الشرق الأوسط، رحلات وذكريات ومفاتيح كتب، كنت أسير ذهابا وإيابا تحت عيون الآلهة الداكنة. رحلتي الى قبرص كانت للملمة القطع الصغيرة من حياتي، لتكوين لوحة جدارية لاستكشاف تاريخ شعوب الشرق الأوسط لا عبر الأساطير التي عشتها وعرفتها فقط إنما عبر المقاتلين الفلسطينيين، والمقاتلين الغامضين، ورجال المخابرات، والجواسيس، والعاهرات، والضحايا، والرسامين، والشهود، والشهداء.
رواية «المدعو إلى مساء السيدة» للروائي علي بدر، رواية عن الانتظار. وهي تذكّرنا بمسرحية صموئيل بيكيت «في انتظار غودو» Waiting for Godot التي تعدّ علامة مهمة في تجربة مسرح اللامعقول أو العبث.