إنها رواية جميلة تصور تهدم وانهيار الطبقة الأرستقراطية البغدادية بعد اندلاع الثورة، وذلك عن طريق قصة حب سيدة في الأربعين من عائلة ترتبط بالبلاط الملكي المنهار، فترفض الانخراط في الحياة الجديدة، وتعتزل في قصرها المشيد على نهر دجلة مع خادمها الفارسي وابنة أخيها الشابة، وتقطع كل علاقة لها مع الخارج باسثتناء ذكرياتها القديمة والجلوس عند قبور أفراد عائلتها الذين قتلتهم الثورة.
وفي يوم ماطر يدخل شاب إلى القصر مدعياً قرابته للعائلة وأنه جاء من الخارج بصحبة زوجته لقضاء شهر العسل.وبالرغم من شكوك السيدة به، فإنها تسمح له بالعيش معهن في القصر.
لماذا؟ هل شعرت هذه السيدة الأربعينية بالملل من حياتها؟
من هنا نعيش تجربة جديدة مع هذه الرواية المتحفة بطرائق متعددة للسرد والمفعمة بالأحداث الكثيرة وغير المتوقعة.
حيث يبدأ الشاب بالدخول إلى حياة هذه السيدة وابنة أخيها عن طريق اختراع قصص حب مزيفة معهما تدفعهما إلى التنافس عليه، ثم يحدث خطأ غير مقصود يؤدي إلى كارثة كبيرة.
ما هي؟
هذا ما تحاول أن تجيب عليه هذه الرواية التي كتبت باحتراف كامل، وتحولت إلى فيلم رائع.
هذه الرواية التي كتب عنها العديد من النقاد والتي فازت بجوائز عربية مهمة تؤرخ للطبقة الأرستقراطية في العراق، ولمعجمها الذي يتكون من ديكورات، وأثاث وممتلكات، وحياة مختلفة. إنها رواية رائعة على الرغم من قصرها، بل أن قصرها قد أغناها كثيرا لتكثيفها هذه الأحداث التي نقرأ على خلفيتها مجتمعا كاملا، ونتعرف من خلالها على حياة الأنثى وأسرارها الكثيرة.