هذه رواية مقنعة بشكل رائع عن كتابة رواية بفرضية ذكية ومثيرة للاهتمام. ميزونو روائي يكتب رواية عن جريمة قتل. فيستخدم الاسم الحقيقي لشخص يعرفه من غير قصد بدلاً من الاسم الخيالي في مخطوطته ولا يدرك إلا عندما يكون الوقت قد فات لاستعادتها من المطبعة. يهيمن عليه الذعر. ماذا لو قُتل الرجل الحقيقي في الواقع؟ ألن يقع الشك على ميزونو نفسه؟ يصاب أكثر فأكثر بالخوف واللامعقولية وجنون العظمة "البارانويا". نحن نراقب تفككه العقلي وهي واحدة من العديد من الملذات في هذا الكتاب غير العادي، إنه كتاب يصبح فيه الواقع والخيال غير واضحين والحقيقة مراوغة أكثر فأكثر. كتبت الرواية في العام 1928 وتم تجاهلها بشكل غريب منذ ذلك الحين، ولم تترجم إلى الإنكليزية إلا قبل عامين، ومن ذلك التاريخ وهي تشكل الرواية رقم واحد في المبيعات في كل مكان حتى في اليابان ذاتها. هناك حاجة إلى بعض المعرفة الأساسية لتقدير هذه الرواية التي غالباً ما تكون غامضة، لكنها بالتأكيد تستحق القراءة.
لكن هذه الرواية لا تتمحور فقط حول لغز القتل الذي يدور حول نفسه أو فكرة إن كاتباً يقتل كاتباً آخر بكتابته — وهو لم يقتله. لكن هنالك نقد سياسي للحياة الاجتماعية والأدبية في اليابان إبان العشرينيات من القرن المنصرم، يظهر من خلال تتبعنا للتدابير التافهة والمرعبة التي يظهرها البطل بشكل متزايد وهو يكافح من أجل إخراج نفسه من معضلة الجريمة غير المرتكبة أو وهم الجريمة، وآثارها القاتلة، كما أنه نقد صريح للقوة البوليسية واستخدام التعذيب في الاستجواب، الأدوات التي حولت اليابان إلى دولة الشرطة العسكرية أواخر العشرينيات والثلاثينيات. ويشمل هذا النقد أيضاً نظرية الرواية ذاتها، حين يلمح تانزاكي إلى التعقيدات في حياة المؤلف التي تتجاوز المعادلات البسيطة من السيرة الذاتية. وعلى الرغم من أن هذه الرواية تبدو بسيطة الحبكة لكنها في الواقع غزيرة المعاني ومبنية بناء محكماً.