يعد هذا الكتاب من أشهر الكتب في مجال الصدمة النفسية، قدمت فيه أستاذة الأدب الإنكليزي والأدب المقارن في جامعة كورنيل الأميركية، كاثي كاروث، أحد أهم الأعمال المؤسسة لحقل دراسات الصدمة النفسية، حيث أدى ظهوره إلى إحداث تطور في الدراسات المختصة بهذا الموضوع. ويرى عدد من مختصي دراسات الصدمة النفسية أن هذا الحقل لم تكن معالمه وحدوده قد ظهرت بوضوح قبل كتاب كاروث عام 1996، حيث كانت الدراسات من قبل تتركز حول مجالات علم النفس التحليلي، وعلم الأعصاب.
وتؤكد المؤلفة عبر تحليلها لسرديات مجموعة من الأحداث الكارثية الصادمة، أن معرفة الحقيقة في هذه الأحداث أمر غير متاح، فهي تقع بشكل مباغت وصادم يعطل الوعي عن معرفة تلك التجربة على حقيقتها، وهذا يجعل ما يكتب عن تاريخ تلك الأحداث تاريخًا جزئيًا، وعبر تحليل ذلك التاريخ يمكن الوصول جزئيًا إلى الحقائق غير المتاحة فيه مباشرة.