للأوراسية شقان، شق جيوبوليتيكي وشق إيديولوجي سياسي. الجيوبولتيكي يعين الأوراسية بالمنطقة الممتدة بين أوربا وآسيا وتشمل حضارات أربع، الحضارة الروسية، الحضارة الصينية، الحضارة الهندية، والحضارة الإيرانية، وهي حضارات أرضية تللورية تقوم بصراع أبدي مع الحضارات الثالاسقراطية البحرية والأطلسية، مثل بريطانيا وفرنسا قديماً والآن أميركا. وتتعلق الحضارات التللورية بالأرض، فالفكرة الاساسية في هذا المفهوم أنها فلسفة تفسر الناس وحياتهم وثقافتهم من خلال الأرض التي يسكنونها، فهذه الشعوب تحافظ على القديم والروحاني، وتتصف بالشمولية والمحافظة، وتقاوم بضراوة قيم الحضارات البحرية التي تصفها بالتقلب، كما أن الحضارات الأرضية تنافي قيم الحضارات الدنيوية، وتعادي أفكارها ولا سيما الأفكار الليبرالية وإيديولوجيا الحداثة وقيم عصر الأنوار.
طبقاً إلى هذه النظرية إن روسيا والسلاف والرومان واليونانيين والصينيين والهنود والمسلمين "هم كيان قاري" في حد ذاته يدعى أوراسيا. وهو تعريف قدمه الفيلسوف بيوتر ياكوفليفيتش تشاداييف في العام 1829 فيقول: "نحن لا ننتمي إلى أي من العائلات العظيمة للبشرية. نحن لسنا من الغرب ولا من الشرق، وليس لدينا تقاليد هذا أو ذاك ... نتكئ بمرفق واحد على الصين والآخر على ألمانيا يجب أن نوحد فينا المبدأين العظيمين للطبيعة الذكية" على العكس من الفيلسوف ألكسندر هرتزن الذي كان يقول "نحن ذلك الجزء من أوروبا الذي يمتد بين أمريكا وأوروبا، ويكفينا ذلك"، وهذا يوضح الصراع داخل الثقافة الروسية بين المتغربنين والسلافوفيل الذين يصرون على الطابع الشرقي الآسيوي لروسيا، ويبررون سياسة القوة الإمبريالية لروسيا إزاء القوة الإمبريالية الأطلسية. فقد عمل الكونت سيرجي أوفاروف الذي كان وزيراً للتربية والتعليم على تطوير الدراسات الاستشراقية لتحقيق هذه الغاية، كما سرد ميخائيل بوجودين الاختلافات التي لا حصر لها والتي تفصل بين روسيا وأوروبا. وكذلك رسم عالم الكيمياء الشهير ديمتري مندليف صاحب التصنيف الدوري للعناصر في كتابه "المعرفة الروسية" صورة لروسيا بين أوربا وآسيا تواجه متحدة مطرقة الغرب وسندان آسيا. كما دعا إلى اتحاد بين الصين وروسيا لضمان أفضل تقدم في العالم. وحتى برديائيف الفيلسوف الميتافيزيقي الشهير والمؤرخ الكبير للحركة الأوراسية أعرب عن أمله في أن تؤدي الحرب العالمية إلى تعزيز التقاطع بين الشرق والغرب.