تتشكل بعض قصص بولانو من أجزاء من مذكراته كما في قصة خراب بوينس آيرس أو قصص المباحث غير القابلة للحل ( "المكالمات الهاتفية" ) أو عمليات نقل القلق من منطقة بين الحلم والواقع. هو يعمد أحيانا أن يشعر القارئ بالقلق والتوتر، وهكذا أبطال قصته أيضا. فسارد القصة يذهب الى الريف هاربا من بوينس آيرس. عوالمه عوالم رعاة البقر، غير أن العالم المحيط به يتهدم شيئا فشيئا. هكذا هي فضاءات اعمال بولانيو، تدل على أجواء غريبة متشكلة من الرهبة والرغبة في آن واحد: أحلام سيئة محفورة في الرأس لا تزول. ينظر إلى العالم المحيط به فهو عالم غريب على الدوام .
إنه يعمل مثل أبطاله على القبول في البداية على نزع فتيل التوتر ، لكن مع بقاء المشهد مجهول الهوية يصبح الحال مجهول الاتجاه، ونذهب معه إلى عوالم أكثر خطورة. قصصه لا تكون من دون أشياح، أنها تسكنه وتسكن قصصه وهي التي تدوم بعد قراءة قصصه في الذكرة.