كان فيودور دوستويفسكي فيلسوفًا وروائيًا روسيًا، جسَّدت أعماله الصراع النفسي الذي عانى منه المجتمع الروسي خلال حُقبةٍ مضطربة سياسيًا واجتماعيًا في القرن التاسع عشر. وقد تم تصنيفه من قبل عُلماء النفس كأحد أكثر الكتاب تأثيرًا في عالم الأدب؛ لِمَا تميَّزت به أعماله من حِدَّة.
بدأ تعرَّفه على الأدب في سِنٍ مُبكرة، ونشر أول روايةٍ له عند بلوغه الخامسة والعشرين من عُمره. كان شابًا ذكيًا، نَبَغَ في دراسته الأكاديمية، وتخرَّج الثالث على دفعته من كلية الهندسة.
كانت روسيا في ذاك الوقت تمرُّ بمرحلة مضطربة سياسيًا، وتم إجبار دوستويفسكي وإخوانه على أداء الخدمة العسكرية التي كان يكرهها بشدة.
عانى في شبابه من عدة صِرَاعات، فقد تم اعتقاله أثناء مشاركته في نشاطات ثورية وحُكِمَ عليه بالإعدام، ولكنَّه حصل على العفو في آخر لحظة. كما كانت صحته متدهورة، وكان يُعاني من نوبات الصرع.
ومع ذلك لم تمنعه مشاكله الصحية من الكتابة، وواصل كتابة روائعه الأدبية مثل: “الجريمة والعقاب” و”الإخوة كارامازوف”. وبرغم نجاح أعماله الأدبية، إلا إنَّه مرَّ بأزمات مادية وصحية متعددة خلال حياته. ولكنَّه تغلَّب على تلك العقبات، وأصبح أحد أشهر الكُتَّاب الروس على مرِّ الزمان.