رواية بعد ظهر يوم أحد رولا الحسين

خائنة. خائنة صامتة. خائنة مستلقية.

تخون الجميع كي لا تخون نفسها. لم تستطع أن تكون جزءًا من أيّ مجموعة على الأقل ليس لفترة طويلة، تبقى فقط فترة تجريبيّة. في حين استطاعت أختها تكوين صداقات، وعلاقات منوّعة ومليئة بالأحداث. كانت مع صديقاتها تتبادل الفساتين وأحمر الشّفاه ووصفات الطعام والأدوية المهدّئة. يجتمعن في أيّ مناسبة ليقرّرن كيف تتصرّف إحداهن في أمر ما: زوج خائن، موعد أول، ورم حول المبيض... يتابعن أخبار بعضهنّ بكل الوسائل المتاحة، ولا شيئ يحتمل الإنتظار. نقل حيّ لحظة بلحظة قبل أن يلتقين لاحقًا، وغالبًا في اليوم نفسه لإعادة شريط الأحداث كاملًا مع تعابير الوجه وحركات الأيدي وكل المؤشّرات البصريّة هذه المرّة. يتخيّلن مناقشة ستحصل في لقاء اليوم التالي بين إحداهن وحبيبها. يضعن برنامجًا مكثّفًا لنشاطات يعلمن جيدًا أنّ ممارستها لن تطول ولكنّها إحدى الخطط لتقبّل فكرة انفصالات  وخيبات عاطفية محتملة، مع التّصميم على الاستفادة من كؤوس الفودكا والكرانبيري المقدّمة مجّانًا للنساء فقط كل ليلة ثلاثاء، والمضي كل ليلة أربعاء ل شاهدة أفلام غالبًا. يحفظن تواريخ أعياد ميلادهنّ، ومواعيد حيضهنّ، ومواعيد إزالة الشّعر الزائد وتقليم الأظافر ومقاسات الثياب الدّاخلية لكل منهن وعيوبها وألوانها. عاملات، مديرات، مهاجرات، متروكات، متحرّرات، راغبات، مرغوبات، ملعونات، مسكونات، خائبات، فرحات وجديرات بتفاصيل أغنى وليالٍ أهنأ وأكتاف يلقين رؤوسهن عليها وشفاه يتكّسرن عليها.

نساء لم تعرف هي يومًا أن تكون مثلهن، أو أن تنتمي إلى ناديهن.  دائمًا ضيفة شرف تقرّر تلبية الدعوة أو رفضها. هكذا دون التزامات أو تبريرات أو حرج.

 

 

سمعت صوت المفتاح يدور في قفل الباب. أغمضت عينَيها بشدّة وأدارت وجهها إلى الحائط. سمعت حركة الحقائب بين غرفتها وغرفة أختها، ثم شعرت بأختها تطلّ من الباب كي تُلقي عليها التحية وتعلن وصولها. لكنها لم تتحرّك.

لم تفتح عينيها. بل نامت.