جونيشيرو تانيزاكي

جونيشيرو تانيزاكي من أهم الروائيين والقاصين في الأدب الياباني المعاصر. ولد في طوكيو Tokyoوتوفي في يوغاوارا في مقاطعة كاناغاوا. ينحدر من عائلة عريقة من التجار، درس بعد إنهاء المرحلة الثانوية الأدب الإنكليزي والأدب الياباني في جامعة طوكيو مدة عامين 1908-1910، ونشر أولى قصصه عام 1910 متأثراً بالكاتب الأمريكي إدغار ألان بو وبكتّاب المدرسة الجمالية الفرنسيين في أواخر القرن التاسع عشر، وهي الحركة التي جاءت رداً على المدرسة الطبيعية في الأدب والفن، وتجلت في التركيز على الجمال الحسي. وأبرز أعماله في هذا الاتجاه الذي صار رائده في اليابان قصة «الوشم» The Tattoo التي نشرها عام 1910 ضمن مجموعة بعنوان «سبع حكايات يابانية» Seven Japanese Tales.


انتقل تانيزاكي في عام 1923 للعيش في مدينة أوساكا Osaka التابعة لمقاطعة كانساي Kansai في الغرب، وكانت تعد المهد الحقيقي للتراث الأدبي والفني الياباني، وبدأ هناك باستكشاف مُثل الجمال في التراث الأدبي الياباني، فأصدر عام 1925 رواية «ناومي» Naumi، وعام 1929 رواية «البعض يفضلون القراص» Some Prefer Nettles التي تعبر عن تحولاته الفكرية الجمالية في المرحلة الجديدة، ويتحدث فيها عن بؤس العلاقات الزوجية وتعاستها عبر صراع بين القديم والجديد، وحتمية انتصار القديم. ومنذ عام 1932 بدأ تانيزاكي بنقل رواية «جينجي مونوغاتاري» Genji Monogatari للكاتبة اليابانية موراساكي شيكيبو Murasaki Shikibu من يابانية القرن الحادي عشر إلى اليابانية الحديثة، وكان يعيد النظر في ترجمته مع كل طبعة جديدة للرواية. ولاشك أن عمله الدائب عليها قد ترك أثره في أسلوبه الخاص، إذ أصدر في الثلاثينات مجموعة من الأعمال الروائية والقصصية بأسلوب سردي استطرادي، كما هو معروف عن أدب مرحلة موراساكي وأجواء روايتها التي يعدها بعض النقاد أول رواية يابانية في هذا الجنس الأدبي، وتعد روايته «سيرة قيثارة الربيع» (1933) Biography of the Spring Harp نموذجاً لهذا التأثر الأسلوبي. ثم كتب بين (1943-1948) روايته المهمة «الأخوات ماكيوكا» The Makioka Sisters  التي يصف فيها بأسلوب سردي متئد على منوال الاتباعية اليابانية أخطار الحضارة العالمية الحديثة على المجتمع الأرستقراطي التقليدي. كما أصدر بعد الحرب العالمية الثانية رواية «والدة النقيب شيغِموتو» The Mother of Captain Shigemoto عام 1950، و«المفتاح» The Key عام 1956، و«يوميات رجل عجوز مجنون» Diary of a Mad Old Man عام 1961، التي استعادت بعض ملامح الإروسية (الأدب الماجن) Eroticism من مرحلة شبابه. أما عمله النقدي الوحيد «قارئ الأسلوب» A Style Reader فيعود إلى عام 1934، ويعد تحفة نقدية في متابعة تحولات الأسلوب في الأدب الياباني.

يتسم أدب تانيزاكي الروائي والقصصي بانفتاحه على العالم خارج الذات الفردية، وبتمثله الإبداعي للمؤثرات الأدبية المحلية والعالمية، وقد ترجمت أعماله إلى الإنكليزية والفرنسية، ومنهما إلى عدد من اللغات الأخرى مثل العربية.

كتب جونيشيرو تانيزاكي


بالأسود والأبيض

جونيشيرو تانيزاكي